tg-me.com/ashcen/7240
Last Update:
شجاعة الإمام الحسن (ع)
قال تعالى: ((وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ))
الشجاعة في حقيقتها: الإقدام في موضع يستدعي الإقدام، والإحجام في موضع يستدعي الإحجام، وبالتالي: هي لا تعني الإقدام في كل الأحوال والظروف، وإلا أصبحت تهورا وانانية، وليست شجاعة.
في بعض الأحيان يحتاج المرء الى شجاعة لكبح جماح النفس واتباع الهوى، فقد تجد وعلى مر التاريخ الكثير من القادة يأنف عن التنازل والتراجع عن موقفه إرضاءً لغروره، وإن أدى ذلك الى دمار بلده أو مجتمعه بالحرب.
وقد صدق أمير المؤمنين (ع) حين قال: (أشجع الناس من غلب هواه)، بل وفي الآية الشريفة إشارة لهذا المعنى فالجنوح الى السلم يحتاج قوة قلب وتوكل على الله.
لقد درس الإمام الحسن (ع) مسألة الصراع مع معاوية من جميع جوانبها، فوجده صراعا غير متكافئ، ليس من الناحية العسكرية، بل من الناحية الأخلاقية.
فهناك جيش يلتزم بأخلاقيات الحرب، وهناك جيش لا يلتزم بأخلاقيات الحرب، ولا مانع لديه من قتل الأبرياء أينما وجدوا، والجيش الملتزم أخلاقيا لا يستطيع أن يرد عليه بالمثل.
لقد كان معاوية على استعداد أن يشن الغارات على كل بلدة تقع تحت حكم الإمام الحسن (ع) ويقتل النساء والأطفال، وينهب ممتلكات الناس الخاصة، كما صنع ذلك في أواخر حياة أمير المؤمنين (ع).
والإمام الحسن (ع) لا يستطيع أن يرد عليه بالمثل فيقتل الأبرياء في المناطق التابعة لسيطرة معاوية.
كما لم يكن باستطاعته رد تلك الغارات، لأنها ليست ثابتة، فهم يهاجمون كل مرة مكانا ما، فيقتلون ويسرقون ويهربون الى الشام.
فالخاسر الأكبر في استدامة الصراع هم الأبرياء والمدنيون في المناطق النائية.
فإما أن يصر الإمام الحسن (ع) على الحرب مع معاوية وسيدفع ثمن ذلك المسلمون الموالون له في مصر والحجاز واليمن حيث كان يرسل معاوية الغارات تترى لتدمير كل ما يقع تحت أيديهم.
وإما أن يصالح معاوية ويتحمل لوم الناس واساءتهم وغمز ولمز العدو والصديق بشخصه الكريم!
فاختار القرار الشجاع تعريض نفسه للوم الجاهلين، وكف الأذى عن المؤمنين الصالحين.
BY خِـــــدر زَينــــبْ (ع)🌸
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/ashcen/7240